روائع مختارة | روضة الدعاة | تاريخ وحضارة | رؤى واعية.. في يزيد بن معاوية

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > تاريخ وحضارة > رؤى واعية.. في يزيد بن معاوية


  رؤى واعية.. في يزيد بن معاوية
     عدد مرات المشاهدة: 2969        عدد مرات الإرسال: 0

تعرض الخليفة يزيد بن معاوية (60-64هـ) للطعن واللعن من قبل الروافض، منذ القرن الأول الهجري وحتى اليوم.

وقد ملأ هؤلاء كتب التاريخ بروايات كاذبة، تطعن فيه، وتتهمه في دينه وخلقه.

وقد تأثر بهذه الروايات كثير من مثقفي المسلمين وعوامهم على اختلاف مذاهبهم، وأصبحوا يشاركون في لعنه، أو يسكتون عن ذلك.

وقد ساعد على قبول الطعون في يزيد فتن ثلاث وقعت في عهده، أوَّلها حصار الكعبة.

وثانيها موقعة الحرة، وثالثها استشهاد الحسين رضي الله عنه، وهي فتن لو عرف الناس حقيقتها وتفاصيلها لأدركوا أنها قد فُرضت عليه، ولا يتحمل وحده مسئوليتها.

ولا مجال هنا لتوضيحها، لكني سأوضحها-بإذن الله- في مقالات قادمة، وأكتفي هنا بذكر بعض أهم أعماله، وشهادات الثقات التي تنفي عنه تهم الفسق.
 
- قاد يزيد سنة 49هـ أول جيش إسلامي توجه لفتح القسطنطينية، وكان تحت إمرته في هذا الجيش عدد من كبار الصحابة منهم: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وأبو أيوب الأنصاري.

ولو علم هؤلاء الكبار من يزيد فسقًا أو انحرافًا لما قبلوا إمارته عليهم، وهذا الجيش هو الذي وعده الرسول صلى الله عليه وسلم بالمغفرة، حيث قال: "أول جيش من أمتي يغزو مدينة قيصر مغفور لهم".
 
- لم تتوقف حملات الفتح في عهده، ففي السنة نفسها التي وقعت فيها ثورة المدينة وموقعة الحرة سنة 63هـ.

كلف يزيد عقبة بن نافع بالجهاد في المغرب، فوصلت جيوش المسلمين إلى المحيط الأطلسي، وغزا بلاد ما وراء النهر، فعبرت جيوشه نهر جيحون، فصالحه أهل خوارزم وسمرقند وخجنده، وظلت حدود الدولة الإسلامية مع البيزنطيين مهابة محروسة.
 
- وفد إلى يزيد في دمشق عبد الله بن حنظلة مع أبنائه الثمانية، فأكرم يزيد وفادتهم وعظم جوائزهم.

فأعطى عبد الله بن حنظلة مائة ألف درهم، وأعطى أبناءه كل واحد عشرة آلاف، ولما رجعوا من عند يزيد مشى عبد الله بن مطيع وأصحابه إلى محمد بن علي بن أبي طالب.

فأرادوه على خلع يزيد والمشاركة معهم في الثورة عليه، فأبى عليهم، فقال ابن مطيع: إن يزيد يشرب الخمر ويترك الصلاة ويتعدى حكم الكتاب.

فقال لهم: "ما رأيت منه ما تذكرون، وقد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواظبًا على الصلاة، متحريًا للخير، يسأل عن الفقه، ملازمًا للسنة.
 
قالوا: فإن ذلك كان منه تصنعًا لك. فقال: وما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليَّ الخشوع؟!

أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟!

فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركاؤه، وإن لم يطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا. قالوا: إنه عندنا لحق، وإن لم يكن رأيناه.

فقال لهم: أبى الله ذلك على أهل الشهادة، وقال: "إلا من شهد بالحق وهم يعلمون، ولست من أمركم في شيء".
 
- بايع جمهور الصحابة والتابعين يزيد بالخلافة، ولم يمتنع عن البيعة إلا عبد الله بن الزبير والحسين بن علي رضي الله عنهما، ولا يعقل أن تجمع الأمة وفيها كبار الصحابة أمثال عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس على بيعة رجل مُتَّهمٌ في دينه وخلقه.
 
- نهى الصحابي العالم القوي في دينه ومواقفه عبد الله بن عمر أهل المدينة عن الخروج على يزيد، إذ روى البخاري في صحيحه أنه "لَمَّا خَلَعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَزِيدَ بن مُعَاوِيَةَ، جَمَعَ ابن عُمَرَ حَشَمَهُ وَوَلَدَهُ فقال: إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يوم الْقِيَامَةِ".

وَإِنَّا قد بَايَعْنَا هذا الرَّجُلَ على بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي لا أَعْلَمُ غَدْرًا أَعْظَمَ من أَنْ يُبَايَعَ رَجُلٌ على بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُنْصَبُ له الْقِتَالُ، وَإِنِّي لا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْكُمْ خَلَعَهُ، ولا بايع في هذا الأَمْرِ إلا كانت الْفَيْصَلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ.
 
- دأب على إكرام أشراف الحجاز، وبصفة خاصة بنو هاشم، مثل عبد الله بن جعفر وعلي بن الحسين "زين العابدين"، فقد وفد عبد الله بن جعفر على يزيد فقال: بكم كان أمير المؤمنين معاوية يأمر لك؟ قال: بألف ألف درهم. قال: فأنا أضعفها. قال: جعلني الله فداءك.

قال: أقلتها يا أبا جعفر؟ قال: نعم، ولا أقولها والله لأحد بعدك أبدًا.

قال: فقد جعلتها أربعة آلاف ألف. فلما ودعه وخرج، رأى على الباب ناقة سوداء، فقال له بدَيح مولاه: ما أحوجنا إلى هذه الناقة ليعجب منها أهل المدينة! فقال عبد الله للذي الناقة معه: ادفعها إلى بديح..
 
فأبى، فرجع إلى يزيد، فقال: ما وراءك يا أبا جعفر؟ قال: ناقة سوداء رأيتها مع غلامكز

فأراد بديح أن يعجب أهل المدينة منها. فقال يزيد: ادفعوا إلى أبي جعفر كل ناقة سوداء لنا.

فنظروا فإذا هي سبعمائة ناقة، فدفعت إليه، وأمر يزيد فكتب إلى عامل أذرعات أن يوقرها له زيتًا، فقسم عبد الله النوق في طريقه، فلم يرد المدينة منها إلا بثلاثين ناقة.
 
الكاتب: د. خالد الخالدي

المصدر: موقع فلسطين أون لاين